« O mon dieu accroît mes connaissances ! »114 Tâ-Hâ

« O mon dieu accroît mes connaissances ! »114 Tâ-Hâ
سألت قلبـي كيـف أمسـيت بعــد الفـراق؟ .. فـأجابنـي .. وهـل للـرماد إحـساس بعـد الإحتـراق ؟؟

jeudi 5 décembre 2013

المقصود بالسلفية هم أولئك الذين ظهروا في القرن الرابع الهجري .


المقصود بالسلفية هم أولئك الذين ظهروا في القرن الرابع الهجري .
 وكانوا من الحنابلة ،
وزعموا أن جملة آرائهم تنتهي إلى الإمام أحمد بن حنبل الذي أحيى عقيدة السلف ،
وحارب دونها ،
ثم تجدد ظهورهم في القرن السابع الهجري ،
أحياه ( ابن تيمية ) وشدد في الدعوة إليه ،
وأضاف إليه أمورا أخرى قد بعثت إلى التفكير فيها أحوال عصره ،
ثم ظهرت تلك الآراء في الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر الهجري ،
أحياها " محمد بن عبد الوهاب "
- في الجزيرة العربية -
وما زال الوهابيون ينادون بها .
يتبين من خلال هذا التعريف الذي وضعه أبو زهرة ، بأن دعاة السلفية أو مذهب السلف هم شريحة من أتباع المذهب الحنبلي ونقول " شريحة " ،
وليس جميع أتباع هذا المذهب .
لأن هذه الفئة التي سمت نفسها ب‍ " السلفية " ،
لها آراء وأفكار ومذهب خاص في " الأصول والعقائد " .
وأحمد بن حنبل يعتبر أحد الأئمة الأربعة المقلدين في الفقه ، وليس له في العقائد أو الأصول مذهب خاص به .
لذلك كان أغلب مقلدي هؤلاء الأئمة الأربعة وأحمد بن حنبل من ضمنهم ، ينتمون عقائديا إلى المذهب الكلامي الممثل بشقيه " الأشعري " ، والماتريدي
" مذهب "
أهل السنة والجماعة " في الأصول .
والسؤال الذي يطرح نفسه هو : هل كان جل الحنابلة في الأصول ، على عقيدة مذاهب أهل السنة والجماعة من أشاعرة وما تريدية ؟ .
الجواب بالنفي ، فقد كان الحنابلة دون باقي المذاهب الفقهية الأخرى ، موزعين على عقائد شتى ومذاهب أصولية مختلفة ، فمنهم من كان أشعريا ، ومنهم من كان صوفيا ، يؤمن بعقائد وحدة الوجود وغيرها من عقائد الصوفية ، ومنهم مفوضة يتبعون بعض السلف في مواقفهم وآرائهم العقائدية .
ومنهم وهم الأغلبية كانوا - كما أجمعت عليه كتب علم الكلام والعقائد والتاريخ - " حشوية " .
حيث كثر فيهم وفي غالبية أصحاب الحديث الاعتقاد بالتشبيه والتجسيم والقول بالجبر وغيرها من الآراء والمعتقدات ، التي تجند المعتزلة أولا لمحاربتها ، ثم تصدى لهم فيما بعد " أهل السنة والجماعة " من علماء الكلام ، الأشاعرة والماتريدية وغيرهم ممن يذهب مذاهب التنزيه .
وإذا رجعنا إلى المذاهب الأصولي والعقائدي لابن تيمية ، محيي وباعث مذهب السلف في القرن السابع الهجري ، كما ذكر الشيخ محمد أبو زهرة في تعريفه ، نجد أن الرجل - أي ابن تيمية - قد اشتهر بالتشبيه والتجسيم وكان يذهب مذاهب الحشوية في العقائد . وقد قام بمجهود جبار في الدفاع عن هذه العقائد والانتصار لها . جعلت الدكتور علي سامي النشار يصفه ب‍ " الفيلسوف المجسم النادر المثال " .
وإذا كان محمد بن عبد الوهاب تلميذ ابن تيمية وزعيم " السلفية " وباعثها المعاصر ، فسيفهم من ذلك أن الدعوة السلفية المعاصرة والنابتة من آراء ابن تيمية خصوصا والمذهب الحنبلي عموما ، ما هي إلا " الحشوية الحنبلية " . التي عرفت في تاريخ الفرق الكلامية ، كمذهب أو تيار له آراؤه الخاصة في العقائد والأصول .
وعرفت غالبية أتباعه بالانتساب إلى مذهب أحمد بن حنبل الفقهي . لذلك قال الصفدي : " والغالب في الحنابلة الحشوية " ( 31 ) .
إن القارئ والمطلع على ما يكتبه رجالات السلفية المعاصرون من كتب ، في الأصول والفروع ، وما ينشرونه من كتب التراث التي تدعم مذهبهم ، وما يدعون إليه صباح مساء ، سيجد بأن الدعوة " الحشوية الحنبلية " قد قامت من رقادها الطويل تنفض عنها غبار الزمن ، مستعيرة لقب " السلفية " للتضليل والتمويه على عامة الناس عموما وأبناء الصحوة الإسلامية خصوصا .
وقد تنبه لذلك طائفة من علماء أهل السنة ، فبادروا لإعلان ذلك . وتنبيه المسلمين كافة من خطر انتشار عقائد وأفكار هذه الفئة المخربة والمشاغبة .
والتي سطر لها التاريخ الإسلامي صفحات سوداء في الماضي ، من إشاعة الفتن المذهبية وتحريف وتشويش العقائد الإسلامية . وما تبع ذلك من انحصار وتقهقر للحضارة والمدنية الإسلامية بشكل عام . يقول ابن خليفة عليوي وهو عالم أزهري : " لقد ظهرت في بلادنا الشامية طائفة تدعو إلى " السلفية " ونهجها اعتناق العقيدة " الحشوية الحنبلية " وتبديع أهل السنة والجماعة .
ويضيف : " ولنحذر جميعا من وساوس الشياطين أن تزين لنا نزعات الضالين من اليهود والنصارى المجسمين الذين اتبعتهم في ذلك " الحشوية الحنبلية . فقد أصيب بهم المسلمون بأكبر بلية .
تركوا العقل والنظر وأخذوا بظاهر الخبر. ولا مستند لهم من شرع سيد البشر محمد عليه أفضل الصلاة والسلام . فليت شعري كيف يدعون " السلفية " ويزعمون أنهم يدعون إلى التوحيد الخالص والأعمال الصالحات ، وهم مجسمون ومتمسكون بأذناب الضلالات ! ! فأخلق بهم أن يأخذوا بعقيدة أهل السنة والجماعة لرشدوا إلى طريق الإسلام " .

ويقول أيضا : " أما أنتم أيها ( الحشوية الحنبلية ) في البلاد الشامية كفاكم شن الغارات على أهل السنة والجماعة بعاديات الأهواء ، وكفاكم شموخا بأنوفكم حتى السماء ، مع أنكم لا تملكون حتى ولا دليلا واحدا يؤيد مدعاكم فيما تبدعوننا فيه . ونحن نملك كل دليل كان عليه السلف ونسير عليه " .

إن هذه النصوص وغيرها تنقلنا إلى أجواء القرن الرابع الهجري وما بعده حيث كان الصراع مستعرا وعلى أشده ، بين أهل السنة " أشاعرة وما تريدية " وبين هذه الفرقة التي عرفت ب‍ " الحشوية الحنبلية " والتي تبرأ منها علماء الإسلام عامة ، " وناقشهم في هذه النسبة ( أي الانتساب للإمام أحمد بن حنبل ) بعض الفضلاء الحنابلة " ( 35 ) كما يقول الشيخ أبو زهرة .

لكن هذه النصوص قد كشفت لنا وبما لا مجال للشك فيه على أن " السلفية الوهابية " اليوم ، والتي تتخذ من أرض الجزيرة والحرمين الشريفين منطلقا لها ولدعوتها ، هي في حقيقة الأمر ، بعث لعقائد فرقة " الحشوية الحنبلية " والتي عرفت تاريخيا بهذا الاسم


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire