محمد وفيق زين العابدين يكتب ..
بين "كِشك" .. و "مانديلا" !!
بالأمس انشغلت القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية وصفحات الفيس بوفاة "منديلا" ، وهبَّ الجميع ما بين مؤيد ومعارض للتذكير بأعمال "مانديلا" إما إعلاءً من شأنه أو حطًا من منزلته !!
مر الأمس وقد أنسى ذكر "مانديلا" ذكر "عبد الحميد كِشك" الذي توفي في مثل الأمس أيضًا ، إذ توفي أثناء "سجوده" في الصلاة يوم الجمعة 6 ديسمبر 1996 عن عمر يناهز 63 عامًا ..
"كِشك" الذي ولد سنة 1933 م في قرية "شُبراخيت" من أعمال محافظة البحيرة لأسرة فقيرة ، فقَد بصره وهو صغير وحفظ القرآن الكريم وهو في الثانية عشرة من عمره ، تخرج من كلية أصول الدين وعمل في الخطابة والدعوة ..
وكان رحمه الله قوالًا بالحق ، ثابتًا على المبادئ ، يقول : ( إن كلمة الحق أقوى من كيد الكائدين والله أشد بأسًا وأشد تنكيلا .. إن أصحاب المبادئ ليس أمامهم هدف إلا رضا الله وليس لديهم غاية إلا رفع راية الحق ) ..
وقد آلت به كلمة الحق إلى اعتقال جمال عبد الناصر له سنة 1966 م ، وفي سبب ذلك يقول : ( وكانت الاشتراكية يوم ذاك دينًا اتخذه الحاكم من دون الله ، أخذ يتغني بهذه الكلمة في خطبه فجعل منها بديلًا عن ذكر الله ، ورأيتني واقفًا على مُفترق الطرق : إما أن أقول الحق فأدخل السجن ، وإما أن أُنافق الحاكم فأدخل النار .. ولم يكن هناك بد أن أقول الحق ولله عاقبة الأمور ) .. ثم أُفرج عنه في العام التالي بعدما تعرض للتعذيب في فترة سجنه ، وكان يقول عن فترة سجنه : ( الظلم تسعة أعشاره عندنا في السجن ، وعُشر يجوب العالم كله فإذا أتى الليل بات عندنا ) ..
في سنة 1972 م كثف دروسه وخطبه ، فذاع صيته وكان يؤُم حشود هائلة من المصلين ، وفي سنة 1976 م اصطدم مرةً أخرى بالسلطة عندما تصدى للكشف عن فساد الحكومة ، فأُلقيَ القبض عليه سنة 1981 م مع عدد من المعارضين السياسيين ضمن قرارات "سبتمبر" الشهيرة للسادات ، وأُفرج عنه في العام التالي لكنه مُنع من الخطابة وإلقاء الدروس فتفرغ للكتابة والتأليف مُخلِّفًا أكثر من مائة كتاب وألفي درس مُسجل ..
من أقواله ؛ ( ليست الشجاعة تهورًا ، إنما الشجاعة أن تقول الحق دون أن تسمح للآخرين أن يتسلقوا على كتفيك ) ..
( إن الداعية إلى الله يجب أن يكون قدوة صالحة ، بصيرًا بزمانه ، شُجاعًا في الحق ، لا يُماري ولا يُواري ، صبورًا على تحمل الشدائد ، مُتفانيًا في قضاء حوائج العباد ، واسع الصدر ، كريم الخُلق ، لا يمل ولا يضجر ولا يضيق صدرًا بمشاكل العباد ، وعليه أن يعتقد أن الله تعالى لا يُضيع له أجرًا ) ..
( ليست سعادة الفرد أو المجتمع في تشييد القصور ، وليست مقصورة على بناء المصانع ، فما قيمة المصنع إذا كان الذي يُديره خاوي القلب ، سقيم الوجدان ، مريض الضمير ، يأكل التراث أكلًا لما ، ويُحب المال حُبًا جمًا ، لا يُراعي في ذلك إلًا ولا ذمة ، ولا يرْقُب كتابًا ولا سُّنة ؟! .. لا يُمكن أن تقوم الحياة بلا دين ، كما أنها لا تستقيم بلا خلق حميد ) ..
رحم الله كِشك وطيب ثراه ..
بين "كِشك" .. و "مانديلا" !!
بالأمس انشغلت القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية وصفحات الفيس بوفاة "منديلا" ، وهبَّ الجميع ما بين مؤيد ومعارض للتذكير بأعمال "مانديلا" إما إعلاءً من شأنه أو حطًا من منزلته !!
مر الأمس وقد أنسى ذكر "مانديلا" ذكر "عبد الحميد كِشك" الذي توفي في مثل الأمس أيضًا ، إذ توفي أثناء "سجوده" في الصلاة يوم الجمعة 6 ديسمبر 1996 عن عمر يناهز 63 عامًا ..
"كِشك" الذي ولد سنة 1933 م في قرية "شُبراخيت" من أعمال محافظة البحيرة لأسرة فقيرة ، فقَد بصره وهو صغير وحفظ القرآن الكريم وهو في الثانية عشرة من عمره ، تخرج من كلية أصول الدين وعمل في الخطابة والدعوة ..
وكان رحمه الله قوالًا بالحق ، ثابتًا على المبادئ ، يقول : ( إن كلمة الحق أقوى من كيد الكائدين والله أشد بأسًا وأشد تنكيلا .. إن أصحاب المبادئ ليس أمامهم هدف إلا رضا الله وليس لديهم غاية إلا رفع راية الحق ) ..
وقد آلت به كلمة الحق إلى اعتقال جمال عبد الناصر له سنة 1966 م ، وفي سبب ذلك يقول : ( وكانت الاشتراكية يوم ذاك دينًا اتخذه الحاكم من دون الله ، أخذ يتغني بهذه الكلمة في خطبه فجعل منها بديلًا عن ذكر الله ، ورأيتني واقفًا على مُفترق الطرق : إما أن أقول الحق فأدخل السجن ، وإما أن أُنافق الحاكم فأدخل النار .. ولم يكن هناك بد أن أقول الحق ولله عاقبة الأمور ) .. ثم أُفرج عنه في العام التالي بعدما تعرض للتعذيب في فترة سجنه ، وكان يقول عن فترة سجنه : ( الظلم تسعة أعشاره عندنا في السجن ، وعُشر يجوب العالم كله فإذا أتى الليل بات عندنا ) ..
في سنة 1972 م كثف دروسه وخطبه ، فذاع صيته وكان يؤُم حشود هائلة من المصلين ، وفي سنة 1976 م اصطدم مرةً أخرى بالسلطة عندما تصدى للكشف عن فساد الحكومة ، فأُلقيَ القبض عليه سنة 1981 م مع عدد من المعارضين السياسيين ضمن قرارات "سبتمبر" الشهيرة للسادات ، وأُفرج عنه في العام التالي لكنه مُنع من الخطابة وإلقاء الدروس فتفرغ للكتابة والتأليف مُخلِّفًا أكثر من مائة كتاب وألفي درس مُسجل ..
من أقواله ؛ ( ليست الشجاعة تهورًا ، إنما الشجاعة أن تقول الحق دون أن تسمح للآخرين أن يتسلقوا على كتفيك ) ..
( إن الداعية إلى الله يجب أن يكون قدوة صالحة ، بصيرًا بزمانه ، شُجاعًا في الحق ، لا يُماري ولا يُواري ، صبورًا على تحمل الشدائد ، مُتفانيًا في قضاء حوائج العباد ، واسع الصدر ، كريم الخُلق ، لا يمل ولا يضجر ولا يضيق صدرًا بمشاكل العباد ، وعليه أن يعتقد أن الله تعالى لا يُضيع له أجرًا ) ..
( ليست سعادة الفرد أو المجتمع في تشييد القصور ، وليست مقصورة على بناء المصانع ، فما قيمة المصنع إذا كان الذي يُديره خاوي القلب ، سقيم الوجدان ، مريض الضمير ، يأكل التراث أكلًا لما ، ويُحب المال حُبًا جمًا ، لا يُراعي في ذلك إلًا ولا ذمة ، ولا يرْقُب كتابًا ولا سُّنة ؟! .. لا يُمكن أن تقوم الحياة بلا دين ، كما أنها لا تستقيم بلا خلق حميد ) ..
رحم الله كِشك وطيب ثراه ..
منقول
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire