الدرس الثاني والثلاثون
مجرورات الأسماء
يجرّ الاسم بواحد من ثلاثة أشياء:
الأول: حروف الجر نحو: مررتُ بالتاجرِ.
الثاني: الإضافة نحو: هذا بيتُ التاجرِ.
الثالث: التبعية نحو مررتُ بزيدٍ التاجرِ.
الأول: حروف الجر نحو: مررتُ بالتاجرِ.
الثاني: الإضافة نحو: هذا بيتُ التاجرِ.
الثالث: التبعية نحو مررتُ بزيدٍ التاجرِ.
حروف الجرّ
حرف الجر نوعان:
1- مُشترك بين الاسم الظاهر والمضمر وهو سبعة: ( مِن- إلى- عن- على- في- الباء- اللام ).
تقول: اشتريتُ الكتابَ مِن زيدٍ وأخذتهُ منهُ بسعرٍ جيدٍ، فدخل حرف الجر من على الاسم الظاهر زيد وعلى الضمير الهاء، ومنه قوله : ( وَمِنْكَ وَمِن نُّوحٍ ).
2- مختص بالظاهر أي لا يدخل على الضمير وهو سبعة أيضا: ( رُبَّ- مُذْ- مُنْذُ- حتى- الكاف- الواو- التاء ).
فرُبَّ لا تجر إلا الأسماء النكرة، مثل: رُبَّ رجلٍ صالحٍ لَقِيتَهُ.
ومُذْ ومُنْذُ تجران الاسم الظاهر الدال على الزمن، مثل: ما رأيتُكَ مُذْ أو مُنْذُ يومينِ.
وحتى لا تجر إلا الاسم الظاهر الدال على انتهاء الغاية، كقوله : (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ).
والكاف أيضا لا تجر إلا الاسم الظاهر، مثل: زيدٌ كالأسدِ.
والواو والتاء لا تجران إلا المقسم به، كقوله : ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ ) وقوله: ( وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ ).
1- مُشترك بين الاسم الظاهر والمضمر وهو سبعة: ( مِن- إلى- عن- على- في- الباء- اللام ).
تقول: اشتريتُ الكتابَ مِن زيدٍ وأخذتهُ منهُ بسعرٍ جيدٍ، فدخل حرف الجر من على الاسم الظاهر زيد وعلى الضمير الهاء، ومنه قوله : ( وَمِنْكَ وَمِن نُّوحٍ ).
2- مختص بالظاهر أي لا يدخل على الضمير وهو سبعة أيضا: ( رُبَّ- مُذْ- مُنْذُ- حتى- الكاف- الواو- التاء ).
فرُبَّ لا تجر إلا الأسماء النكرة، مثل: رُبَّ رجلٍ صالحٍ لَقِيتَهُ.
ومُذْ ومُنْذُ تجران الاسم الظاهر الدال على الزمن، مثل: ما رأيتُكَ مُذْ أو مُنْذُ يومينِ.
وحتى لا تجر إلا الاسم الظاهر الدال على انتهاء الغاية، كقوله : (سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ).
والكاف أيضا لا تجر إلا الاسم الظاهر، مثل: زيدٌ كالأسدِ.
والواو والتاء لا تجران إلا المقسم به، كقوله : ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ ) وقوله: ( وَتَاللهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ ).
الإضافة
وهي: ضمّ اسم إلى آخر على وجه مخصوص،
والمجرور هو المضاف إليه، وأما المضاف فيبقى على حسب موقعه من الإعراب،
مثل: جاءَ صديقُ زيدٍ، ورأيتُ صديقَ زيدٍ، ومررتُ بصديقِ زيدٍ.
ويجب أن يحذف من المضاف أل إن كان مقترنا بها، والتنوين إن كان منونا، وكذا تحذف النون من المثنى وجمع المذكر السالم.
تقول: فتحتُ البابَ أو بابًا، فإذا أضفتَ قلتَ: فتحتُ بابَ الغرفةِ مثلا.
وتقول: حضرَ الكاتبانِ أو الكاتبونَ، فإذا أضفت قلتَ: حضرَ كاتبا المدرسةِ أو كاتبو المدرسةِ.
والإضافة نوعان: إما معنوية، وإما لفظية.
ويجب أن يحذف من المضاف أل إن كان مقترنا بها، والتنوين إن كان منونا، وكذا تحذف النون من المثنى وجمع المذكر السالم.
تقول: فتحتُ البابَ أو بابًا، فإذا أضفتَ قلتَ: فتحتُ بابَ الغرفةِ مثلا.
وتقول: حضرَ الكاتبانِ أو الكاتبونَ، فإذا أضفت قلتَ: حضرَ كاتبا المدرسةِ أو كاتبو المدرسةِ.
والإضافة نوعان: إما معنوية، وإما لفظية.
الإضافة المعنوية
الإضافة المعنوية هي: ما لم يكن المضاف مشتقا ولا المضاف إليه معمولا له.
مثل: بابُ زيدٍ، فهذه إضافة معنوية؛ لأن الباب ليس مشتقا ولا المضاف إليه معمولا له.
ومثل: كاتبُ المدرسةِ، فهذه إضافة معنوية؛لأنه وإن كان الكاتب مشتقًا لكونه اسم فاعل لكن المضاف إليه غير معمول له.
والإضافة المعنوية سميت بذلك لأنها تفيد أمرا معنويا وهو التعريف أو التخصيص.
مثل: كتابُ زيدٍ، فكلمة كتاب إذا أخذت وحدها دلت على كتاب غير معين، فإذا أضفتها إلى زيد تعرف الكتاب وتعين.
ومثل: كتابُ صبيٍّ، فكتاب إذا أضفته إلى نكرة فقد خصصته وضيقت عمومه.
والإضافة المعنوية على ثلاثة أقسام:
1- أن تكون بمعنى مِنْ إذا كان المضاف بعضا من المضاف إليه، وصالحا للإخبار به عنه.
مثل: خاتم فضةٍ، وثوب حريرٍ، وباب ساجٍ، أي خاتم من فضة، وثوب من حرير، وباب من ساج، فالخاتم جزء وبعض من الفضة لأنها قد يصنع منها الخاتم وغيره، ويصح أن نخبر بالفضة عن الخاتم فنقول: هذا الخاتمُ فضةٌ، وكذا البقية.
2- أن تكون بمعنى في إذا كان المضاف إليه ظرفا للمضاف.
مثل: مكر الليلِ، وشهيد الدارِ، أي مكر في الليل لأن الليل ظرف زماني لوقوع المكر، وشهيد في الدار لأن الدار ظرف مكاني للشهادة.
3- أن تكون على معنى اللام إذا لم يصلح تقدير مِنْ ولا في.
مثل: كتاب زيدٍ، وصديق خالدٍ، ولجام الفرسِ، أي كتاب لزيدٍ، وصديق لخالدٍ، ولجام للفرسِ.
مثل: بابُ زيدٍ، فهذه إضافة معنوية؛ لأن الباب ليس مشتقا ولا المضاف إليه معمولا له.
ومثل: كاتبُ المدرسةِ، فهذه إضافة معنوية؛لأنه وإن كان الكاتب مشتقًا لكونه اسم فاعل لكن المضاف إليه غير معمول له.
والإضافة المعنوية سميت بذلك لأنها تفيد أمرا معنويا وهو التعريف أو التخصيص.
مثل: كتابُ زيدٍ، فكلمة كتاب إذا أخذت وحدها دلت على كتاب غير معين، فإذا أضفتها إلى زيد تعرف الكتاب وتعين.
ومثل: كتابُ صبيٍّ، فكتاب إذا أضفته إلى نكرة فقد خصصته وضيقت عمومه.
والإضافة المعنوية على ثلاثة أقسام:
1- أن تكون بمعنى مِنْ إذا كان المضاف بعضا من المضاف إليه، وصالحا للإخبار به عنه.
مثل: خاتم فضةٍ، وثوب حريرٍ، وباب ساجٍ، أي خاتم من فضة، وثوب من حرير، وباب من ساج، فالخاتم جزء وبعض من الفضة لأنها قد يصنع منها الخاتم وغيره، ويصح أن نخبر بالفضة عن الخاتم فنقول: هذا الخاتمُ فضةٌ، وكذا البقية.
2- أن تكون بمعنى في إذا كان المضاف إليه ظرفا للمضاف.
مثل: مكر الليلِ، وشهيد الدارِ، أي مكر في الليل لأن الليل ظرف زماني لوقوع المكر، وشهيد في الدار لأن الدار ظرف مكاني للشهادة.
3- أن تكون على معنى اللام إذا لم يصلح تقدير مِنْ ولا في.
مثل: كتاب زيدٍ، وصديق خالدٍ، ولجام الفرسِ، أي كتاب لزيدٍ، وصديق لخالدٍ، ولجام للفرسِ.
الإضافة اللفظية
وهي: ما كان المضاف مشتقا عاملا في المضاف إليه، فإذا انتفى أحد القيدين كانت معنوية.
وسميت كذلك لأنها لا تفيد تعريفا ولا تخصيصا بل مجرد تخفيف النطق وتسهيله ولا تكون على معنى حرف الجر.
تقول: هذا فاتحُ بابٍ، فإضافة فاتح إلى الباب لفظية لأن المضاف وهو فاتح مشتق لكونه اسم فاعل، وهو عامل في الباب على أنه مفعول له والأصل هذا فاتحٌ بابًا، أي يفتح بابا، ففاتح: خبر هذا وفاعله ضمير مستتر تقديره هو، وبابًا: مفعول لاسم الفاعل، وقولنا هذا فاتحُ بابٍ أخف من هذا فاتحٌ بابًا فإن اللفظ مع سقوط التنوين يكون أخف.
والدليل على أن الإضافة هنا لم تفد التخصيص هو أن تقييد الفتح بالباب ليس بجديد لحصوله قبل الإضافة في نحو هذا فاتحٌ بابًا.
وتقول: هذا معمورُ الدارِ، فإضافة معمور إلى الدار لفظية لأن المضاف وهو معمور مشتق لكونه اسم مفعول، وهو عامل في الدار على أنه نائب فاعله، والأصل هذا معمورٌ دارهُ، أي يُعمَرُ دارُهُ، فمعمورٌ: خبرٌ، ودارُ: نائب فاعل لاسم المفعول.
وقولنا هذا معمورُ الدارِ أخف من هذا معمورٌ داره.
وسميت كذلك لأنها لا تفيد تعريفا ولا تخصيصا بل مجرد تخفيف النطق وتسهيله ولا تكون على معنى حرف الجر.
تقول: هذا فاتحُ بابٍ، فإضافة فاتح إلى الباب لفظية لأن المضاف وهو فاتح مشتق لكونه اسم فاعل، وهو عامل في الباب على أنه مفعول له والأصل هذا فاتحٌ بابًا، أي يفتح بابا، ففاتح: خبر هذا وفاعله ضمير مستتر تقديره هو، وبابًا: مفعول لاسم الفاعل، وقولنا هذا فاتحُ بابٍ أخف من هذا فاتحٌ بابًا فإن اللفظ مع سقوط التنوين يكون أخف.
والدليل على أن الإضافة هنا لم تفد التخصيص هو أن تقييد الفتح بالباب ليس بجديد لحصوله قبل الإضافة في نحو هذا فاتحٌ بابًا.
وتقول: هذا معمورُ الدارِ، فإضافة معمور إلى الدار لفظية لأن المضاف وهو معمور مشتق لكونه اسم مفعول، وهو عامل في الدار على أنه نائب فاعله، والأصل هذا معمورٌ دارهُ، أي يُعمَرُ دارُهُ، فمعمورٌ: خبرٌ، ودارُ: نائب فاعل لاسم المفعول.
وقولنا هذا معمورُ الدارِ أخف من هذا معمورٌ داره.
وجود أل مع المضاف
قد سبق أن أل تسقط من المضاف فإذا أردت أن تضيف الباب إلى الدار قلت: باب الدارِ، ولا يجوز أن تقول الباب الدارِ.
ولكن يستثنى من ذلك خمسة مواضع كلها من الإضافة اللفظية وهي:
1- أن يكون المضاف مثنى، مثل: هذان الضاربا زيدٍ.
2- أن يكون المضاف جمعَ مذكر سالمًا، مثل: هؤلاءِ الضاربو زيدٍ.
3- أن يكون المضاف إليه مقترنا بأل، مثل: هذا الضاربُ الرجلِ.
4- أن يكون المضاف إليه مضافا إلى ما فيه أل، مثل: هذا الضاربُ رأسِ الرجلِ، فالضارب مضاف إلى رأس، ورأس مضاف إلى الرجل.
5- أن يكون المضاف إليه مضافا إلى ضمير يعود على لفظ يشتمل على أل، مثل: مررتُ بالرجلِ الضاربِ غلامِهِ، فالضارب جاز اقترانه بأل لأنه مضاف إلى اسم وهو غلام مضاف بدوره إلى ضمير يعود على الرجل.
ولكن يستثنى من ذلك خمسة مواضع كلها من الإضافة اللفظية وهي:
1- أن يكون المضاف مثنى، مثل: هذان الضاربا زيدٍ.
2- أن يكون المضاف جمعَ مذكر سالمًا، مثل: هؤلاءِ الضاربو زيدٍ.
3- أن يكون المضاف إليه مقترنا بأل، مثل: هذا الضاربُ الرجلِ.
4- أن يكون المضاف إليه مضافا إلى ما فيه أل، مثل: هذا الضاربُ رأسِ الرجلِ، فالضارب مضاف إلى رأس، ورأس مضاف إلى الرجل.
5- أن يكون المضاف إليه مضافا إلى ضمير يعود على لفظ يشتمل على أل، مثل: مررتُ بالرجلِ الضاربِ غلامِهِ، فالضارب جاز اقترانه بأل لأنه مضاف إلى اسم وهو غلام مضاف بدوره إلى ضمير يعود على الرجل.
( شرح النص )
بابٌ:
يخفضُ الاسمُ إمَّا بحرفٍ مشترِكٍ- وهوَ مِنْ وإلى وعنْ وعلى وفي واللامُ
والباءُ للقسمِ وغيرِهِ - أو مختَصٍّ بالظاهرِ- وهوَ رُبَّ ومُذْ ومُنْذُ
والكافُ وحتى وواوُ القسمِ وتاؤُهُ- أو بإضافةٍ إلى اسمٍ على معنى اللامِ
كغلامِ زيدٍ، أو مِنْ كخاتمِ حديدٍ، أو في كـ ( مَكْرُ اللَّيْلِ ) وتسمى
معنويِّةً؛ لأنها للتعريفِ أو التخصيصِ، أو بإضافةِ الوصفِ إلى معمولهِ كـ (
بَالِغَ الْكَعْبَةِ ) ومعمورِ الدارِ، وحسنِ الوجهِ وتسمى لفظيةً؛ لأنها
لمجردِ التخفيفِ.
ولا تجامعُ الإضافةُ تنوينًا ولا نونًا تاليةً للإعرابِ مطلقًا، ولا ألْ إلا في نحوِ الضاربا زيدٍ، والضاربو زيدٍ، والضاربُ الرجلِ، والضاربُ رأسِ الرجلِ، وبالرجلِ الضَّاربِ غلامِهِ.
.................................................. .................................................. ...................
لما فرغ المصنف من المرفوعات والمنصوبات شرع يتكلم على المجرورات فقال: ( بابٌ ) في مخفوضات الأسماء ( يخفضُ الاسمُ إمَّا بحرفٍ مشترِكٍ ) بين الظاهر والمضمر ( وهوَ ) سبعةٌ ( مِنْ وإلى وعنْ وعلى وفي واللامُ والباءُ ) لا فرق بين أن تكون الباء ( للقسمِ وغيرِهِ ) نحو باللهِ لأفعلنَّ، ومررتُ بزيدٍ ( أو مختَصٍّ بالظاهرِ ) ولا يدخل على المضمر ( وهوَ ) سبعةٌ أيضا ( رُبَّ ومُذْ ومُنْذُ والكافُ وحتى وواوُ القسمِ وتاؤُهُ ) فهذه لا يصح جرها للضمير ( أو بإضافةٍ إلى اسمٍ ) وهي على ثلاثة أنواع ( على معنى اللامِ )وذلك إذا لم يصح تقدير مِن أو في ( كغلامِ زيدٍ ) أي غلام لزيد ( أو مِنْ ) وذلك إذا كان المضاف بعضا من المضاف إليه وصالحا للإخبار به عنه ( كخاتمِ حديدٍ ) أي خاتم من حديدٍ ( أو في ) وذلك إذا كان المضاف إليه ظرفا للمضاف ( كـ ) قوله وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ ( مَكْرُ اللَّيِلِ ) أي مكر في الليل (وتسمى ) هذه الإضافة ( معنويِّةً ) لإفادتها أمرا معنويا ( لأنها للتعريفِ ) إذا كان المضاف إليه معرفة نحو بيت زيدٍ ( أو التخصيصِ ) أي لتخصيص المضاف بالمضاف إليه إن كان نكرة كغلام رجلٍ.
( أو بإضافةِ الوصفِ ) أي الاسم المشتق ( إلى معمولهِ ) سواء كان اسم فاعل ( كـ ) قوله يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا ( بَالِغَ الْكَعْبَةِ ) والأصل بالغًا الكعبةَ أي أن الإضافة من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله، أو كان اسم مفعول كمضروب الوجهِ ( ومعمورِ الدارِ ) والأصل معمورٌ دارُه فتكون الإضافة من إضافة اسم المفعول إلى نائب فاعله، أو كان صفة مشبهة كطيب القلب ( وحسنِ الوجهِ ) والأصل حسنٌ وجهُهُ، وهو فاعل لحسن فتكون الإضافة من إضافة الصفة المشبهة إلى فاعلها، والصفة المشبهة كاسم الفاعل تدل على ذات وحدث كحَسَن تدل على ذات ما متصفة بالحسن ولكن الفرق بينهما هو أن اسم الفاعل يدل على اتصاف الذات بالحدث بعد أن لم يكن بخلاف الصفة المشبهة فتدل على ثبوت الصفة للذات في جميع الأزمنة فإذا قلت زيدٌ ضاربٌ عمرًا دل على أنه قد ضربه بعد أن لم يكن أي أن الضرب كان معدوما ثم وجد ثم سيعدم فليس الضرب صفة ثابتة له بخلاف قولنا زيدٌ حسنُ الوجه فيدل على ثبوت الحسن له في الماضي والحال والمستقبل فهي راسخة فيه ومثل حسن: جميل، قبيح، كريم، طويل، قصير، تَعِب، بَطَل.
( وتسمى ) هذه الإضافة ( لفظيةً ) لإفادتها أمرا لفظيا ( لأنها لمجردِ التخفيفِ ) فلا تفيد تعريفا ولا تخصيصا.
(ولا تجامعُ الإضافةُ تنوينًا ) فلا يقال كتابٌ زيدٍ ( ولا نونًا تاليةً للإعرابِ ) وهي نون المثنى وجمع المذكر السالم فهي تلي وتأتي بعد حرف الإعراب كقولنا جاءَ غلاما زيدٍ، فالنون تأتي بعد الألف التي هي علامة إعراب المثنى، واحترز بالتالية للإعراب عن التي تأتي قبل الإعراب كنون المفرد كحين تقول هذا حينٌ، فإعرابها بضمة واقعة بعد النون، فلذا لا نحذف النون عند الإضافة كقولنا: آتيكَ حينَ طلوعِ الشمسِ، وقوله (مطلقًا ) أي من غير استثناء بخلاف أل فإنها قد تجامع الإضافة ولذا قال (ولا ) تجامع الإضافة ( ألْ ) فلا يقال جاءَ الغلامُ زيدٍ ( إلا ) في خمسة مواضع من الإضافة اللفظية ( في نحوِ الضاربا زيدٍ ) مما المضاف فيه وصف مثنى والمضاف إليه معموله ( والضاربو زيدٍ ) مما المضاف فيه وصف مجموع جمع مذكر سالمًا والمضاف إليه معموله ( والضاربُ الرجلِ ) مما المضاف إليه وصف مقترن بأل أيضا ( والضاربُ رأسِ الرجلِ) مما المضاف إليه مضاف إلى ما فيه أل ( و ) مررتُ ( بالرجلِ الضَّاربِ غلامِهِ ) مما المضاف إليه مضاف إلى ضمير يعود على ما فيه أل.
تنبيه: لم يذكر المصنف الجر بالتبعية لأنه يرجع عنده إلى الجر بالحرف أو الإضافة؛ لأن العامل عنده في التابع هو العامل في المتبوع، والعامل في المتبوع إما الحرف أو المضاف، مثل: مررتُ بالرجلِ الفاضلِ، فالفاضل والرجل مجروران بالباء، ومثل: جاءَ غلامُ زيدٍ الفاضلِ، فالذي جر الفاضل هو نفسه الذي جر زيدًا وهو غلام. فتأمل.
ولا تجامعُ الإضافةُ تنوينًا ولا نونًا تاليةً للإعرابِ مطلقًا، ولا ألْ إلا في نحوِ الضاربا زيدٍ، والضاربو زيدٍ، والضاربُ الرجلِ، والضاربُ رأسِ الرجلِ، وبالرجلِ الضَّاربِ غلامِهِ.
.................................................. .................................................. ...................
لما فرغ المصنف من المرفوعات والمنصوبات شرع يتكلم على المجرورات فقال: ( بابٌ ) في مخفوضات الأسماء ( يخفضُ الاسمُ إمَّا بحرفٍ مشترِكٍ ) بين الظاهر والمضمر ( وهوَ ) سبعةٌ ( مِنْ وإلى وعنْ وعلى وفي واللامُ والباءُ ) لا فرق بين أن تكون الباء ( للقسمِ وغيرِهِ ) نحو باللهِ لأفعلنَّ، ومررتُ بزيدٍ ( أو مختَصٍّ بالظاهرِ ) ولا يدخل على المضمر ( وهوَ ) سبعةٌ أيضا ( رُبَّ ومُذْ ومُنْذُ والكافُ وحتى وواوُ القسمِ وتاؤُهُ ) فهذه لا يصح جرها للضمير ( أو بإضافةٍ إلى اسمٍ ) وهي على ثلاثة أنواع ( على معنى اللامِ )وذلك إذا لم يصح تقدير مِن أو في ( كغلامِ زيدٍ ) أي غلام لزيد ( أو مِنْ ) وذلك إذا كان المضاف بعضا من المضاف إليه وصالحا للإخبار به عنه ( كخاتمِ حديدٍ ) أي خاتم من حديدٍ ( أو في ) وذلك إذا كان المضاف إليه ظرفا للمضاف ( كـ ) قوله وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ ( مَكْرُ اللَّيِلِ ) أي مكر في الليل (وتسمى ) هذه الإضافة ( معنويِّةً ) لإفادتها أمرا معنويا ( لأنها للتعريفِ ) إذا كان المضاف إليه معرفة نحو بيت زيدٍ ( أو التخصيصِ ) أي لتخصيص المضاف بالمضاف إليه إن كان نكرة كغلام رجلٍ.
( أو بإضافةِ الوصفِ ) أي الاسم المشتق ( إلى معمولهِ ) سواء كان اسم فاعل ( كـ ) قوله يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْيًا ( بَالِغَ الْكَعْبَةِ ) والأصل بالغًا الكعبةَ أي أن الإضافة من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله، أو كان اسم مفعول كمضروب الوجهِ ( ومعمورِ الدارِ ) والأصل معمورٌ دارُه فتكون الإضافة من إضافة اسم المفعول إلى نائب فاعله، أو كان صفة مشبهة كطيب القلب ( وحسنِ الوجهِ ) والأصل حسنٌ وجهُهُ، وهو فاعل لحسن فتكون الإضافة من إضافة الصفة المشبهة إلى فاعلها، والصفة المشبهة كاسم الفاعل تدل على ذات وحدث كحَسَن تدل على ذات ما متصفة بالحسن ولكن الفرق بينهما هو أن اسم الفاعل يدل على اتصاف الذات بالحدث بعد أن لم يكن بخلاف الصفة المشبهة فتدل على ثبوت الصفة للذات في جميع الأزمنة فإذا قلت زيدٌ ضاربٌ عمرًا دل على أنه قد ضربه بعد أن لم يكن أي أن الضرب كان معدوما ثم وجد ثم سيعدم فليس الضرب صفة ثابتة له بخلاف قولنا زيدٌ حسنُ الوجه فيدل على ثبوت الحسن له في الماضي والحال والمستقبل فهي راسخة فيه ومثل حسن: جميل، قبيح، كريم، طويل، قصير، تَعِب، بَطَل.
( وتسمى ) هذه الإضافة ( لفظيةً ) لإفادتها أمرا لفظيا ( لأنها لمجردِ التخفيفِ ) فلا تفيد تعريفا ولا تخصيصا.
(ولا تجامعُ الإضافةُ تنوينًا ) فلا يقال كتابٌ زيدٍ ( ولا نونًا تاليةً للإعرابِ ) وهي نون المثنى وجمع المذكر السالم فهي تلي وتأتي بعد حرف الإعراب كقولنا جاءَ غلاما زيدٍ، فالنون تأتي بعد الألف التي هي علامة إعراب المثنى، واحترز بالتالية للإعراب عن التي تأتي قبل الإعراب كنون المفرد كحين تقول هذا حينٌ، فإعرابها بضمة واقعة بعد النون، فلذا لا نحذف النون عند الإضافة كقولنا: آتيكَ حينَ طلوعِ الشمسِ، وقوله (مطلقًا ) أي من غير استثناء بخلاف أل فإنها قد تجامع الإضافة ولذا قال (ولا ) تجامع الإضافة ( ألْ ) فلا يقال جاءَ الغلامُ زيدٍ ( إلا ) في خمسة مواضع من الإضافة اللفظية ( في نحوِ الضاربا زيدٍ ) مما المضاف فيه وصف مثنى والمضاف إليه معموله ( والضاربو زيدٍ ) مما المضاف فيه وصف مجموع جمع مذكر سالمًا والمضاف إليه معموله ( والضاربُ الرجلِ ) مما المضاف إليه وصف مقترن بأل أيضا ( والضاربُ رأسِ الرجلِ) مما المضاف إليه مضاف إلى ما فيه أل ( و ) مررتُ ( بالرجلِ الضَّاربِ غلامِهِ ) مما المضاف إليه مضاف إلى ضمير يعود على ما فيه أل.
تنبيه: لم يذكر المصنف الجر بالتبعية لأنه يرجع عنده إلى الجر بالحرف أو الإضافة؛ لأن العامل عنده في التابع هو العامل في المتبوع، والعامل في المتبوع إما الحرف أو المضاف، مثل: مررتُ بالرجلِ الفاضلِ، فالفاضل والرجل مجروران بالباء، ومثل: جاءَ غلامُ زيدٍ الفاضلِ، فالذي جر الفاضل هو نفسه الذي جر زيدًا وهو غلام. فتأمل.
( تدريب )
أعرب ما يلي:
1- بَشِّرِ المُخْبِتِينَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ.
2- مِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ.3- لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى.
1- بَشِّرِ المُخْبِتِينَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ.
2- مِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ.3- لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire