« O mon dieu accroît mes connaissances ! »114 Tâ-Hâ

« O mon dieu accroît mes connaissances ! »114 Tâ-Hâ
سألت قلبـي كيـف أمسـيت بعــد الفـراق؟ .. فـأجابنـي .. وهـل للـرماد إحـساس بعـد الإحتـراق ؟؟

jeudi 24 octobre 2013

بيان رأي المعتزلة في مسألة خلق القرآن الكريم







بيان رأي المعتزلة في مسألة خلق القرآن الكريم

المعتزلة هم أشد خصوم الحنابلة في مسألة خلق القرآن ، وهم وإنْ قالوا بخلق القرآن ، ولكنهم لم يبلغ بهم الحد إلى القول بكفر من خالف رأيهم واستباحة دمه كما هو الحال بالنسبة لأحمد بن حنبل وأتباعه ، واقتصروا على اعتبار الفكرة فكرة خاطئة وغير صحيحة ، وأنّ الفهم الصحيح للتوحيد يتناقض معها .

ولا بأس بأنْ نعرض بشكل موجز ما ذهب إليه المعتزلة في مسألة خلق القرآن الكريم بالرجوع إلى ما دونه القاضي عبد الجبّار المعتزلي ، وما كتبه هو أهم ما لدينا من مصنفات المعتزلة في بيان معتقداتهم ، وقد اندثر غالبية تراثهم المدون بهذا الشأنْ .
ولعل من المناسب عرض ما ذهبوا إليه في عدة نقاط :

118 .......................................................... الخلاف في خلق القرآن الكريم

أولاً : حقيقة الكلام : يذهب المعتزلة إلى أنّ الكلام على وجه الحقيقة ليس له إلا معنى واحد وهو الحروف المنتظمة الدالة على معنى التي تصدر للتعبير عما يراد إفهامه .

ووقع الخلاف بين محققيهم في هل أنّ الأولى تعريفه بأنه الحروف والأصوات المنتظمة أو أنه الحروف المنتظمة ، وقد ذهب القاضي عبد الجبار إلى أنه عبارة عن الحروف التي تنتظم وإنْ لم تنتظم بالفعل ، بل يكفي فيها وجود حيثية الاستعداد للانتظام في نظره ، وأنه لا داعي لتعريفه بالحروف المنظومة والأصوات المقطعة ، لأنّ الحروف هي نفس الأصوات في الواقع ، فيكون تكراراً ، على أنّ ما يتألف من حرفين أو من حرف لا يكون حروفاً منظومة .

يقول القاضي عبد الجبار في كتابه المحيط بالتكليف أثناء شرح لحقيقة الكلام : والذي عقلناه في ذلك هو : الحروف التي تنتظم .
إلى أنْ قال : وهذا الحد أولى وأسلم من قول من قال : هو الحروف المنظومة والأصوات المقطّعة ، لأنّ في ذلك إخراجاً لما يتألف من حرفين أنْ يكون كلاماً ، وفيه أيضاً ضرب من التكرار ، فإنّ الأصوات المقطعة هي الحروف لا غير ... (1)
           

(1) المحيط بالتكليف ج1 ص 306 ط. المؤسسة المصرية العامة للتأليف والأنباء والنشر – الدار المصرية للتأليف والترجمة / القاهرة .
             


الإنصاف في مسائل الخلاف ج2 ........................................................ 119

ثانياً : في معنى كون المتكلم متكلماً : وقد ذهب المعتزلة إلى أنّ المتكلم يكون متكلماً إذا فعل الكلام ولو لم يكن قائماً به ، فلو فعل الكلام فهو متكلم وإنْ قام الكلام بغيره ، وليس كل وصف يلزم أنْ يكون قائما في الموصوف ، فالضارب صفة ولكن قائماً في غير الضارب وإنما في المضروب وإنْ صدر من الضارب ، وكذا المنعم ، فصفة النعمة صادرة من الباري عز وجل وليست قائمة به ، وهكذا الكلام أيضاً ، وعلى هذا الأساس ذهبوا إلى أنّ الكلام صفة من صفات الباري عز وجل غير أنه ليس قائماً بذاته عز وجل ، بل يخلقه عز وجل ويجعله قائماً في مخلوقاته ، يقول القاضي عبد الجبّار المعتزلي : اعلم أنّ المتكلم عندنا هو فاعل الكلام ، وإنما نعرف أنّ هذه حقيقة بمثل ما نعرف في شيء من أسماء الفاعلين أنه يُفيد فعلاً من الأفعال ، وهذا نحو الضارب والكاسر والمنعم وغيرها ، ومعلوم أنّ الطريق الذي به تثبت هذه الأوصاف مفيدة للفعلية أنك لا تعلم كذلك إلا عند وقوع هذه الأفعال بحسب أحواله ، فإنْ لم يُعرف ذلك لم يُعرف متكلماً ، ومتى عرفت هكذا عرفت متكلماً ، فجرى مجرى ما ذكرناه ... (1)
           

(1) المحيط بالتكليف ج1 ص 309 .
             


120 .......................................................... الخلاف في خلق القرآن الكريم

ثالثاً : في معنى الكلام الإلهي : ذهب المعتزلة كما ظهر مما تقدم أنّ الكلام من صفات الفعل وليس من صفات الذات ، وأنّ معنى كون الباري عز وجل متكلماً أنه تبارك وتعالى فاعل الكلام وخالقه وإنّ لم يكن قائماً بذاته تبارك وتعالى ، يقول القاضي عبد الجبار المعتزلي : باب في أنه تعالى متكلم بمثل هذا الكلام ، وأنّ ذلك يصح فيه .

ثم قال : اعلـم أنه إذا كـان متكلـماً يعني أنه فاعـل الكلام فقـد كفى في صحة كونه متكلماً كونه قادراً على هذا النوع ، كما أنّ سائر الأوصاف التي تتبع الفعلية يكفي في صحتها كونه قادراً عليه ، فإذا أحدث الكلام ثبت كونه متكلماً ، كما إذا أحدث النعمة كان منعماً ، وليس الذي لأجله كان أحدنا موصوفاً بأنه متكلم إلا فعله للكلام فقط دون أنْ يُقال : إنما وُصف بذلك لفعله بآلة ولسان ... (1)
           

(1) المحيط بالتكليف ج1 ص 315 .
             


الإنصاف في مسائل الخلاف ج2 ........................................................ 121

رابعاً : خلق القرآن الكريم : اتفقت كلمة المعتزلة على أنّ القرآن الكريم وهو كلام الله عز وجل مخلوق له عز وجل وليس بقديم ، وأنه صفة غير قائمة بذاته كما هو الحال بالنسبة للنعمة ، فهو عز وجل منعم باعتبار صدور النعمة منه ، ونعمه عز وجل كلها حادثة ومخلوقة له عز وجل ، وكذلك كلامه تعالى وإنْ كان قد صدر منه ولكنه حادث ومخلوق له تبارك وتعالى ، يقول القاضي عبد الجبار المعتزلي في المحيط بالتكليف : وقد أطلق مشايخنا كلهم في القرآن أنه مخلوق ... (1)

وقال في شرح الأصول الخمسة أثناء عرضه للآراء في موضوع خلق القرآن الكريم : فقد ذهبت الحشوية النوابت من الحنابلة إلى أنّ هذا القرآن المتلو في المحاريب والمكتوب في المصاحف غير مخلوق ولا محدث ، بل قديم مع الله تعالى .
           

(1) المحيط بالتكليف ج1 ص 331.
             


122 ......................................................... الخلاف في خلق القرآن الكريم

وذهبت الكلابية إلى أنّ كلام الله تعالى هو معنى أزلي قائم بذاته تعالى ، مع أنه شيء واحدٌ توراة وإنجيل وزبور وفرقان ، وأنّ هذا الذي نسمعه ونتلوه حكاية كلام الله تعالى ، وفرقوا بين الشاهد والغائب ...(1)

إلى أنْ قال : وأما مذهبنا في ذلك فهو : أنّ القرآن كلام الله ووحيه ، وهو مخلوق محدث أنزله الله على نبيه (ص) ليكون علماً ودالاً على نبوته ، وجعله دلالة لنا على الأحكام لنرجع إليه في الحلال والحرام ، واستوجب منا بذلك الحمد والتقديس ، وإذن هو الذي نسمعه اليوم ونتلوه ... (2)
           

(1) شرح الأصول الخمسة ص 527 ط. مكتبة وهبة / القاهرة ذو الحجة سنة 1384هـ - أبريل سنة 1965م .
(2) شرح الأصول الخمسة ص 528 .
منقول للفائدة


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire